في كل يوم تطالعنا الأنباء بجريمة جديدة من سلسلة الجرائم التي تندرج تحت عنوان «العنف ضد المرأة» وهو غير تلك العناوين التي تتعرض لها المنظمات النسائية العالمية، فالعنف ضد المرأة يتخذ في مصر شكلا مختلفا فهو نتاج أفكار متخلفة وتعبير عن معتقدات بالية بدأت تظهر في مجتمعنا مؤخرا، وكانت أول علاماتها فرض زي معين علي المرأة من إسدال ونقاب وتغطية لوجه المرأة فيما عدا العينين.
إلي أن تدرجت إلي مناداة البعض بعودة المرأة إلي البيت وظهور بعض الدعاوي بعدم جدوي التعلم والعمل بالنسبة للمرأة إلي أن تمركزت هذه الأصوات المتخلفة في ارتكاب جرائم بشعة ضد المرأة سواء في الشارع كما رأينا من جرائم تحرش جنسي بالفتيات مثلما حدث في شارع جامعة الدول العربية ثم إلي قتل طبيبة الأسنان في منطقة النزهة في مصر الجديدة، ثم جريمة الشيخ زايد التي راح ضحيتها فتاتان في عمر الزهور وجريمة السادس من أكتوبر من تشويه وجه مذيعة تعمل بالتليفزيون وأخيرا وليس آخرا الاعتداء علي راكبات الميكروباص المتجه إلي الفيوم واغتصاب وسرقة الراكبات.
هذه السلسلة من الجرائم قد تكون انعكاسا لحالة الفقر والبطالة التي يعيش فيها المجتمع وقد تكون مؤشرا علي الاتجاه إلي الوراء بالنسبة لقضايا المرأة وحرمان لها من التعليم والعمل والانعزال عن المجتمع والشعور بالدونية في مجتمع يعتبر المرأة أداة متعة فقط ومصدر غواية بالنسبة للرجال وبذلك يستباح عرضها كما في حادثة قتل طبيبة الأسنان في منطقة النزهة بمصر الجديدة واعتبار أن مجرد معاملة المرأة للرجل بإنسانية دليل علي استعدادها للتفريط في شرفها، أو أن المرأة التي تعيش بمفردها دليل علي أنها إنسانة فاسدة ومن حق أي لص فاقد الإنسانية أن يقتحم شقتها بقصد السرقة فإذا قاومته سدد إليها طعنات قاتلة.
ويتدرج الأمر إلي اقتحام شقة مذيعة التليفزيون وتسديد الطعنات القاتلة لها وتشويه وجهها لمجرد أنها تعمل بمجال أغضب اللص وهو مجال التليفزيون حتي أن هذا اللص عندما سأل عنها وعرف أنها تعمل مذيعة قال «يادي المصيبة» وكأنما العمل بمجال حيوي كمجال الإعلام يعتبر كارثة ومصيبة في نظر هؤلاء اللصوص والقتلة مما يستوجب سرقتها وتشويه وجهها.
هل أصبح لزاما علي النساء أن تستأجر كل امرأة شرطيا مدججا بالسلاح لكي يلازمها في كل تحركاتها بل وفي المنزل أيضا حتي يمنع هؤلاء الغوغائيين من تدنيس شرفها وقتلها.
أي مجتمع هذا الذي تعيشه المرأة المصرية في الوقت الحالي وكيف للمرأة المصرية أن تمارس حياتها وحقها في العمل وغالبية نساء مصر يخرجن من منازلهن من أجل لقمة العيش ومساعدة الزوج أو إعالة الأسرة وهي مهددة بالتحرش والقتل!!.
هذه صرخة أوجهها للمناقشه داخل المنتدى واتمنى ان تكون المناقشه موضوعيه ولا ينسى الرجل ان البنت هى الام والاخت ولا تنسى البنت الن الرجل هو الاب والابن والاخ لعلاج هذه المشكلة الخطيرة والكشف عن أسبابها وطرق علاجها.. وإلا فسوف ينتهي الأمر إلي الدعوة إلي وأد البنات حتي يستريح كل من في قلبه مرض.