تواصل اسبانيا جذبها للسياح من كل اصقاع الدنيا
الملايين يقبلون سنويا، وعلى مدار العام، للتمتع بما تحمله هذه البلاد من مؤهلات حقيقية لكافة أنواع السياحة
وبالإضافة إلى تلك المعالم التاريخية والأثرية، والتي تعد الآثار الاسلامية الأبرز فيها، يبقى ساحل اسبانيا الجنوبي، وعلى الأخص ما يعرف بشاطئ الشمس La Costa Del Sol، هو مفتاح تلك الصناعة السياحية الاسبانية، حيث يضم هذا الساحل الطويل مدنا شهيرة جدا وسياحية مثل ماربيا وهي قبلة السياح العرب الذين يفضلونها صيفا، فهناك مدينة تورومولينوس، فينخيرولا، بنا المدينة، ملقا، اسطبونة، سانت بيدرو، ميخاس، روندا وغيرها حيث تتميز بشواطئها وموانئها
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن جزءاً كبيراً من زوار اسبانيا يتألف من زوار سياحة الشمس والبحر، وهو نمط السياحة التي تعتمد عليها فنادقها ومنشآتها السياحية الممتدة على امتداد شواطئها المطلة على البحر الأبيض المتوسط من الشرق والجنوب، وشواطئ المحيط الأطلسي في الغرب والشمال الغربي من شبه الجزيرة الأيبيرية، والتي تأتي مواصلة لاستفادة الدول الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ابتداء من فرنسا وايطاليا وانتهاء بالبرتغال وأخيرا اسبانيا
كما أن البساطة التي يتعامل بها الشعب الاسباني مع ضيوفه، تساهم بشكل كبير في هذا الجذب السياحي لبلادهم، وإن كان السياح يجدون مشكلة كبرى تواجههم مع المواطنين الاسبان، تتمثل في ضعف اللغة الانجليزية لغالبيتهم، بل ان حتى موظفي البنوك يجهلون أساسيات اللغة الانجليزية، فقد تقف اللغة عائقا بينك وبين الاسبان في بعض الاحيان، وهو ما يمكن النظر له على أنه يشكل عقبة في جذب اسبانيا للمزيد من السياح ولا يمكن نسيان أن الشعب الاسباني له طقوسه الخاصة!! ومع أن السياحة في بلدهم تجلب لهم ثروة طائلة، إلا أنهم يصرون على أن يتعامل هؤلاء السياح بحسب ما يفضلونه هم وليس العكس، فالمحلات التجارية والبنوك وحتى الصيدليات، تغلق أبوابها يوميا منالساعة الثانية ظهرا وحتى الخامسة مساء تطبيقا لفترة القيلولة الشهيرة في اسبانيا (siesta) حيث تعد فترة الراحة هذه من أساسيات الحياة لديهم
برنامج السائح وبالطبع فإن المسافر إلى ماربيا وشقيقاتها من شاطئ الشمس، لا بد له أن يعي أن للسياحة البحرية خصوصيتها المختلفة عن أنواع السياحة الأخرى، ومع هذا فإن الحياة المتواصلة للسياحل الاسبانية تبقى أهم عوامل جذب السياح، وهو ما لا يتوفر للكثير من الأماكن السياحية المشابهة والتي تنحصر سياحتها على الفترة الصباحية فقط، فالزائر لهذه السواحل لن يجد وقتا ضائعا كثيرا لديه، باعتبار أن النشاط الصباحي يبدأ مبكرا على الساحل بالرياضات البحرية المتنوعة والاستمتاع بالشمس المشرقة
وعندما يحل المساء وتغرب تلك الشمس المشرقة وتغادر على أمل يوم مشرق آخر، فإن هؤلاء السياح لن يضلوا طريقهم لقضاء أمسيات جميلة، تبدأ من المقاهي المنتشرة في الجانب المقابل للساحل، وكذلك وجود المحلات التجارية التي تظل مشرعة أبوابها حتى ساعة متأخرة من كل ليلة، وتستقبل السياح بكافة الرغبات التي يريدونها، وتتنوع تلك المحلات وفخامتها بحسب موقعها، فمثلا في بورت بانوس الراقي والذي يعتبر الموقع الأفخم في اسبانيا بكاملها، نظرا لوجود أكبر اليخوت لأثرياء العالم على مرساه، توجد أكبر الماركات العالمية، مثل: Dior، LV، وD& G وغيرها من الاسماء الكبرى في عالم التصميم والازياء